هذه الموجة من السوق حقًا مذهلة. أخيرًا جاء خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي الذي كنت تنتظره بشوق، فماذا كانت النتيجة؟ لا احتفالات رأس السنة، بل بدأ السوق أخضر منذ الافتتاح. تلك الأحلام الجميلة عن سوق عيد الميلاد، كأنها حقًا حُجبت في القطب الشمالي بالثلوج.

لا تتسرع في ضرب هاتفك وسب السوق. بصراحة، هذه هي نفس الحيلة القديمة التي تتكرر — "شراء التوقعات، وبيع الحقائق" — أنصح كل متداول أن يضعها على شاشة جهازه. خلال الشهر الماضي، رأيت أن كل الأخبار الإيجابية لا تساوي قوة عبارة "سيتم خفض الفائدة قريبًا". العملات الرئيسية ترتفع بشكل جماعي، وحتى العملات الصغيرة التي لا يهتم بها أحد عادةً تتبع الاتجاه وتتحرك. لكن أين المشكلة؟ هؤلاء كبار المستثمرين فهموا الخطة منذ زمن، واستغلوا حلم "خفض الفائدة" قبل أن ينكسر، وبدأوا يخرجون أموالهم بهدوء. وعندما يتم الإعلان الرسمي، يصبح بقية المستثمرين الأفراد هم من يلتقطون القفازات.

هذه ليست قسوة السوق، بل نحن جميعًا سهلنا أن يُخدع بتوقعات "مؤكدة لا شك فيها".

لننظر مرة أخرى في السبب الحقيقي وراء هذا الانخفاض المفاجئ. خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي كان أشبه بـ"خطاب شرودنغر" — حيث تكرر جملة واحدة مرارًا وتكرارًا: "كل شيء يعتمد على البيانات". وباللغة البسيطة، يعني "هل سيتم خفض الفائدة الشهر القادم أم لا، أنا نفسي لم أقرر بعد". والأكثر إيلامًا أن هناك 3 أصوات معارضة لخفض الفائدة داخل لجنة الاحتياطي الفيدرالي، وهو أمر نادر الحدوث في السنوات الأخيرة.

بالنسبة لسوق العملات الرقمية، ليس الانخفاض هو الأمر المخيف بحد ذاته، بل هو غموض "ماذا سيحدث بعد ذلك". اتضح أن تلك الأموال التي كانت تتطلع إلى الربح السريع، عندما رأت أن سياسة الفيدرالي أصبحت "شرودنغرية" — أي غير مؤكدة — لم تعد تجرؤ على البقاء. بدلاً من أن تضع أموالك في التخمين، من الأفضل أن تأخذ أرباحك وتخرج. الخطر أمامك، ولا أحد يرغب في المقامرة.

كيف ستتجه السوق بعد ذلك؟ الأمر الرئيسي هو متى ستتلاشى "عدم اليقين". طالما أن هذا الغموض مستمر، فإن أعصاب السوق ستظل مشدودة. بالنسبة للأصدقاء الذين يثقون طويلًا في الأصول الرقمية، قد يكون هذا فرصة لبناء مراكز — لكن بشرط أن تكون مستعدًا نفسيًا، فهذه التقلبات لن تنتهي بين ليلة وضحاها.