ما هو النسبة الحالية ولماذا يحتاج متداولو العقود مقابل الفروقات إلى معرفتها

عند الحديث عن تقييم الصحة المالية للشركة، أحد المؤشرات التي غالبًا ما يتم تجاهلها هو النسبة الحالية. تعتبر هذه الأداة مفيدة للمتداولين والمستثمرين لتحليل مدى قدرة الشركة على التعامل مع الالتزامات قصيرة الأجل.

لماذا تعتبر النسبة الحالية مهمة للمستثمرين

النسبة الحالية تقارن بين الأصول المتداولة (الأصول التي يمكن تحويلها إلى نقد خلال السنة ) مقابل الالتزامات المتداولة (الديون التي يجب سدادها خلال السنة ). تكشف هذه النسبة عن القدرة الحقيقية للشركة على الوفاء بالتزاماتها قصيرة الأجل، وهو أمر يجب على متداولي CFD فهمه بعمق.

المقرضون والدائنون غالبًا ما يستخدمون النسبة الحالية لاتخاذ قرار بشأن إقراض الشركة أم لا، لأنها تظهر ما إذا كانت الشركة تمتلك أصولًا كافية لسداد ديونها دون الحاجة إلى اقتراض إضافي. كما يستخدمها المستثمرون الداخليون والمحاسبون لتقييم الحالة المالية للأعمال.

مكونات النسبة الحالية وشرحها بشكل عام

تتكون النسبة الحالية من قسمين رئيسيين، ومن المهم فهم ما تعنيه كل منهما:

الأصول المتداولة تشمل:

• النقد والودائع
• الأوراق المالية والأدوات المالية القابلة للتداول
• العملاء المستحقون (المدينون)
• المخزون
• الأصول الأخرى مثل المصاريف المدفوعة مقدمًا

الالتزامات المتداولة تتضمن:

• حسابات الدائنين
• الديون قصيرة الأجل
• الإيرادات المستحقة
• الالتزامات قصيرة الأجل الأخرى

حساب النسبة الحالية: أسهل مما تتصور

الصيغة بسيطة: تقسم الأصول المتداولة على الالتزامات المتداولة، على سبيل المثال، شركة أمازون التي كانت تمتلك أصولًا متداولة بقيمة 96.3 مليار دولار وديونًا متداولة بقيمة 87.8 مليار دولار في عام 2019، ستكون النسبة الحالية 1.1.

هذه القيمة تعني أن أمازون لديها أصول تساوي 1.1 مرة ديونها قصيرة الأجل، مما يدل على أن الشركة قادرة على سداد ديونها بسهولة.

ما هو النسبة الحالية المثالية التي ينبغي أن تكون عليها

المعيار المثالي: تتراوح النسبة بين 1.5 إلى 2، وتعتبر جيدة، حيث تشير إلى أن الشركة تمتلك أصولًا تكفي لتغطية ديونها تقريبًا مرتين.

الحد الأدنى المقبول: الرقم 1 هو الحد الأدنى، لأنه يعني أن الأصول تساوي على الأقل الديون. ومع ذلك، فإن النسبة 1 فقط قد تكون عالية المخاطر، لأنها تترك هامشًا ضئيلًا للظروف غير المتوقعة.

أكثر من 2 قد لا يكون جيدًا: النسبة العالية جدًا قد تشير إلى أن الشركة لا تستخدم أصولها بكفاءة، وأن الفائض من الأموال يمكن أن يُستثمر بشكل أفضل في النمو.

المشاكل الشائعة المرتبطة بالنسبة الحالية التي لا يتحدث عنها أحد

على الرغم من أن النسبة الحالية مفيدة، إلا أن لها قيودًا مهمة:

المخزون قد يضلل النتائج: تشمل الأصول المتداولة المخزون، ولكن في الصناعات ذات الدوران البطيء أو المنتجات القابلة للتلف، قد لا يمكن تحويل المخزون إلى نقد بسرعة.

لا تأخذ في الاعتبار التدفقات النقدية الحقيقية: قد تكون الشركة ذات نسبة حالية عالية، لكنها لا تزال تواجه مشاكل في السيولة إذا كانت الديون مستحقة قبل أن تتمكن الأصول من التحول إلى نقد.

جودة الأصول تُغفل: تعتبر هذه النسبة أن جميع الأصول ذات قيمة متساوية، ولا تأخذ في الاعتبار مدى موثوقية العملاء أو جودة الديون المستحقة.

لا تعكس الأرباح والكفاءة: قد تكون الشركة ذات نسبة حالية قوية، لكنها لا تزال تخسر أو تعاني من تدفقات نقدية سلبية.

المعايير تختلف بين الصناعات: ما هو جيد في صناعة قد لا يكون كذلك في صناعة أخرى.

لا تشمل الالتزامات خارج الميزانية: عقود الإيجار التشغيلية والالتزامات الأخرى لا تُدرج في الحساب.

المفاهيم الخاطئة الشائعة التي يجب على المستثمرين تجنبها

الخطأ 1: نسبة حالية عالية = سيولة قوية
الحقيقة أن مكونات الأصول مهمة، فإذا كانت معظم الأموال محتجزة في المخزون، فهي ليست سيولة حقيقية.

الخطأ 2: نسبة حالية عالية = إدارة جيدة
أحيانًا تشير إلى إدارة سيئة، حيث قد تحتفظ الشركة بكميات كبيرة من النقد أو المخزون، مما يفوت فرص الاستثمار.

الخطأ 3: كلما كانت النسبة أعلى، كان ذلك أفضل
غير صحيح، فالنسبة العالية جدًا قد تعني أن الشركة لا تستخدم مواردها بشكل فعال لتحقيق عائد.

الخطأ 4: نسبة حالية عالية = مخاطر منخفضة
ليس دائمًا، فالشركة ذات النسبة العالية قد لا تزال تواجه مخاطر إذا كانت الأصول غير سهلة التحويل إلى نقد أو تعتمد على عملاء كبار.

الخطأ 5: نسبة حالية عالية = استقرار مالي جيد
الاستقرار المالي هو الصورة العامة، فالشركة قد تكون ذات نسبة حالية عالية ولكنها مثقلة بالديون أو ذات إيرادات غير مستقرة.

كفاءة إدارة النسبة الحالية

الشركات الذكية تبحث عن توازن بين الحفاظ على السيولة الكافية والاستثمار في النمو. الفائض من الأموال يمكن أن يُستخدم لتوسيع الأعمال، تطوير منتجات جديدة، أو دخول أسواق جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المرونة المالية مهمة، فسيولة مناسبة تساعد الشركة على إدارة النفقات غير المتوقعة، والاستفادة من الفرص، ومواجهة التقلبات الاقتصادية.

كيفية استخدام النسبة الحالية في تداول CFD

بالنسبة للمتداولين في عقود الفروقات الذين يرغبون في تحليل الأسهم بعمق، تعتبر النسبة الحالية أداة لا ينبغي تجاهلها.

تقييم الصحة المالية: نسبة حالية بين 1.5 و2 ( تظهر أن الشركة قادرة على سداد ديونها قصيرة الأجل بسهولة، مما يجعلها خيارًا أكثر أمانًا للمراكز الشرائية.

قراءة مزاج السوق: استخدم النسبة الحالية مع مؤشرات أخرى خلال فترات الركود الاقتصادي، الشركات ذات النسب الحالية القوية تكون أكثر مرونة.

تأكيد التحليل الفني: إذا كانت الشركة ذات نسبة حالية قوية والمؤشرات الفنية تشير إلى اتجاه صاعد، فهذه إشارة تأكيد قوية.

متابعة التغيرات: التغيرات المهمة في النسبة الحالية قد تشير إلى تغييرات في وضع السيولة، فالتغير الإيجابي قد يؤدي إلى اتجاه صاعد، في حين أن التغير السلبي قد يكون إشارة للبيع.

الخلاصة

النسبة الحالية مؤشر مفيد، لكنه يتطلب استخدامًا حذرًا. المفتاح هو النظر في مكونات الأصول، وكفاءة الإدارة، والسياق المالي العام.

يجب على الشركات أن تجد توازنًا بين الحفاظ على السيولة الكافية والاستثمار الاستراتيجي. المتداولون في CFD الذين يرغبون في تحليل شامل يجب أن يستخدموا النسبة الحالية مع مؤشرات مالية أخرى وعوامل نوعية للحصول على صورة واضحة عن الصحة المالية وكفاءة التشغيل للشركة