معدل صرف اليوان يواصل الارتفاع القوي، وول ستريت جورنال تتوقع أن يتجاوز 6.85 في عام 2026

سعر الصرف يحقق أدنى مستوى له خلال ما يقرب من عام، وتسريع اتجاه التقدّم

في الفترة الأخيرة، كان أداء اليوان مقابل الدولار ملحوظًا للغاية. حتى 26 نوفمبر، انخفض سعر الدولار مقابل اليوان على مستوى السوق الداخلية إلى 7.0824، وانخفض سعر الدولار مقابل اليوان على مستوى السوق الخارجية إلى 7.0779، مسجلاً أدنى مستوى له منذ أكثر من عام. والأكثر من ذلك، وصل مؤشر سعر الصرف اليوان الصيني CFETS في 21 نوفمبر إلى 98.22، وهو أعلى مستوى منذ أبريل من هذا العام.

هذا الاتجاه التصاعدي ليس صدفة. إذ يواصل البنك المركزي الصيني توجيه سعر الصرف نحو القوة من خلال تحديد السعر الوسيط يوميًا، مع تحرك ضمن نطاق تقلبات ±2%، مما يساهم في ارتفاع تدريجي في سعر الصرف. وفي الوقت نفسه، ساعدت عمليات شراء الدولار المتكررة من قبل البنوك المملوكة للدولة على استقرار وتيرة التقدّم، مما يضمن استمرارية هذا الاتجاه.

محركان يدفعان ارتفاع القيمة

يستمد ارتفاع اليوان قوتّه من اتجاهين. من ناحية، يفتح خفض أسعار الفائدة تدريجيًا من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المجال لارتفاع اليوان؛ ومن ناحية أخرى، تلعب السياسات الداخلية دورًا رئيسيًا في توجيه ارتفاع العملة. تضاف هاتان القوتان معًا، مما أدى إلى الوضع الحالي من التقدّم.

من الناحية الاستراتيجية، يبدو أن السلطات الصينية تتعمد استخدام استقرار اليوان لبناء سمعة دولية. ويذكرنا ذلك بتاريخ الأزمة المالية الآسيوية عام 1998، حين رفض اليوان الانخراط في سباق خفض القيمة، وحافظ على مكانة العملة المرجعية الإقليمية. واليوم، تعتبر هذه الخطوة بمثابة استمرار لهذا التقليد.

من الانخفاض إلى الارتفاع: تحول في نية السياسات

مقارنةً بالماضي، أصبح لارتفاع اليوان معنى أعمق. ففي عام 2018، خلال اضطرابات التجارة، انخفض اليوان بنحو 5%؛ ومنذ 2025 حتى الآن، ارتفع اليوان بنحو 3%. يعكس هذا التحول من الانخفاض إلى الارتفاع تغييرًا كبيرًا في أولويات السياسات.

وتؤكد بيانات بنك التسويات الدولية هذا الاتجاه بشكل أكبر. منذ آخر استطلاع في 2022، زاد حجم التداول اليومي للدولار مقابل اليوان بنحو 60%، ليصل إلى 781 مليار دولار، وهو أكثر من 8% من إجمالي التداولات اليومية العالمية للعملات الأجنبية. وهذا يدل على زيادة واضحة في اهتمام السوق الدولية باليوان.

التحول نحو التدويل كاتجاه سياسي جديد

أشار العديد من المحللين الدوليين إلى أن إظهار قوة واستقرار اليوان في بيئة السوق العالمية غير المستقرة يوفر دعمًا قويًا لتعزيز التدويل. فهذه الاستقرار بحد ذاته يمثل ميزة تنافسية.

وتوقعات جولدمان ساكس أكثر تحديدًا وعمقًا. يرى المحللون أنه استنادًا إلى اعتراف السلطات الصينية بمتانة اتجاه اليوان، من المتوقع أن يصل سعر الصرف إلى 1 دولار مقابل 7 يوانات بنهاية العام، وأن يستمر في الارتفاع ليصل إلى 6.85 يوان بعد عام. والأهم من ذلك، يعتقد جولدمان ساكس أن التدويل المالي لليوان أصبح أولوية رئيسية للحكومة الصينية، ومن المتوقع أن يتسارع هذا المسار بشكل ملحوظ خلال السنوات القادمة.

والمحور الرئيسي وراء كل هذه التغييرات هو نفسه: إعادة تشكيل مكانة اليوان الدولية.