الذهب يتعرض لضغط ويعاود التصحيح، والانتعاش في الدولار وتحقيق الأرباح يضران معًا

تواجه أسعار الذهب ضغوط تصحيح خلال جلسة التداول الآسيوية. هبط XAU/USD دون مستوى 4350 دولارًا، متراجعًا من أعلى مستوى له في سبعة أسابيع مؤخرًا، ويعزى ذلك بشكل رئيسي إلى قوة الدولار وتأثير جني الأرباح المزدوج. ومع ذلك، مع ارتفاع توقعات خفض الفائدة التي يعكسها عقود الفائدة المستقبلية للفيدرالي، بالإضافة إلى استمرار التوترات الجيوسياسية، قد يكون الحد من نطاق هبوط الذهب فعالًا.

الإمكانات طويلة الأمد في ظل تصحيح قصير الأمد

من الناحية الفنية، على الرغم من أن الذهب أظهر اتجاهًا سلبيًا خلال اليوم، إلا أن الهيكل العام لا يزال بنّاءً. على الرسم البياني لأربع ساعات، لا تزال أسعار هذا المعدن الثمين ثابتة فوق متوسط الحركة الأسي لـ 100 يوم، وتظهر نطاقات بولينجر توسعًا، ومؤشر القوة النسبية لمدة 14 يومًا يتداول فوق الخط الأوسط، مما يشير إلى أن زخم الصعود لا يزال قائمًا.

من المهم مراقبة مستويات الدعم والمقاومة الرئيسية. إذا عاد المشترون ونجحوا في اختراق الحد العلوي لنطاق بولينجر عند 4352 دولارًا، فسيكون هناك فرصة لمواجهة أعلى مستوى تاريخي عند 4381 دولارًا، ومن ثم التقدم نحو مستوى نفسي عند 4400 دولار. على العكس من ذلك، إذا استمر الاتجاه الهبوطي، فإن أدنى مستوى في 17 ديسمبر عند 4300 دولار سيكون بمثابة خط دفاع أول، ويقع مستوى الدعم التالي عند 4271 دولارًا في 16 ديسمبر. إذا تم كسر المتوسط المتحرك لـ 100 يوم عند 4233 دولارًا، فسيشير ذلك إلى تصاعد ضغط البيع بشكل أكبر.

البيانات الاقتصادية وتوقعات السياسات تدفع توقعات السوق

موقف مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي متباين مؤخرًا. أبدى عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر وولر يوم الأربعاء دعمه لمزيد من خفض الفائدة للعودة إلى مستوى محايد، لكنه حذر في الوقت ذاته من عدم الحاجة لاتخاذ إجراءات متسرعة في ظل بيئة تضخم مرتفعة. على النقيض، يتخذ رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك موقفًا متشددًا، معارضًا لقرار خفض الفائدة الأسبوع الماضي، ويعتقد أنه ما لم ينخفض التضخم بشكل واضح، فمن الصعب أن يكون هناك مجال لخفض الفائدة في العام المقبل.

تستمر بيانات سوق العمل في التباطؤ. أضافت الولايات المتحدة 64,000 وظيفة غير زراعية في نوفمبر، وهو أقل بكثير من التراجع المعدل للشهر السابق البالغ 105,000، وارتفع معدل البطالة من 4.4% إلى 4.6%. تعزز هذه البيانات توقعات السوق لمزيد من التيسير من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وفقًا لحسابات LSEG، فإن احتمالية خفض الفائدة في الشهر المقبل التي يُسعرها سوق العقود المستقبلية للفيدرالي قد ارتفعت إلى 31%، مقارنة بـ 22% سابقًا.

سيكون إصدار مؤشر أسعار المستهلكين لشهر نوفمبر على رأس الاهتمام. يتوقع السوق ارتفاعًا سنويًا بنسبة 3.1%، بينما يُتوقع أن يكون مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي مرتفعًا بنسبة 3.0% على أساس سنوي. بالإضافة إلى ذلك، ستصدر الخميس ليلاً بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، والتي ستوجه بشكل أكبر توقعات السوق لمسار السياسات المستقبلية.

التوترات الجيوسياسية تدعم الطلب على الأصول الآمنة

تصاعد التوتر بين فنزويلا والولايات المتحدة يدعم الذهب. أصدر الحكومة الفنزويلية أمرًا بحماية أسطول ناقلات النفط من قبل البحرية لمواجهة تهديدات إدارة ترامب بـ"حظر" قطاع النفط لديها. عادةً ما تدفع هذه المخاطر الجيوسياسية رؤوس الأموال نحو الأصول الآمنة التقليدية، بما في ذلك الذهب، مما يوفر دعمًا هيكليًا لهذا المعدن الثمين.

لا تزال العلاقة الإيجابية بين توقعات أسعار الفائدة والأصول الآمنة قائمة. فمستويات الفائدة المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الذهب غير المردود، مما يتناغم مع توقعات السوق بسياسة التيسير من قبل الاحتياطي الفيدرالي، ويعزز من أساسيات الاتجاه المتوسط الأمد للذهب.