في سوق الصاعدة، الجميع عباقرة، وفي السوق الهابطة فقط يمكن أن ترى من نجح حقًا في البقاء. انطباعي الأساسي يمكن تلخيصه في جملة واحدة — العيش بالانضباط، لا بالحظ.

لقد قضيت خمس سنوات أتنقل في هذا السوق، عشت فرحة مضاعفة رأس مالك خلال ليلة واحدة، وتذوقت اليأس من الانفجار الهامشي للرافعة المالية واستيقاظي في منتصف الليل على خسائر فادحة. وفي النهاية، اكتشفت أن الطرق التي تبدو "غبية" جدًا هي التي تمكنك من عبور الدورات السوقية. قد يسخر منك الأذكياء، لكن هذه المنطق جعل حسابي الذي بدأ بـ3000 ريال يتحول الآن إلى رقم سبعة أرقام.

**الجانب النفسي هو العقبة التي تتفوق على التقنية بمئة مرة**

أكثر سموم سوق العملات الرقمية فتكًا ليست انخفاض الأسعار، بل عواطفك أنت.

FOMO (الخوف من الفوت) هو السبب الرئيسي لتفجير حسابات الكثيرين. عندما يبدأ السوق في الارتفاع، تبدأ الأصوات في المجموعات "سريعًا، استعد للانطلاق، السوق في السماء". كنت أفعل ذلك في بداية مسيرتي، أتابع ارتفاع SOL ودخلت بسرعة، لكن خلال خمس دقائق، تم ضرب حسابي بنسبة 30%. بعدها وضعت قاعدة صارمة: الارتفاع المفاجئ خلال الجلسة الآسيوية غالبًا ما يكون خدعة، والجلسات الأوروبية والأمريكية (بعد الساعة 5 مساءً) هي الاتجاه الحقيقي. هذا الانضباط الزمني البسيط أنقذني من العديد من الحفر.

هل خسرت عدة مرات متتالية؟ لا تفكر في "الانتقام" وفتح صفقات لتعويض الخسائر. في ذلك الوقت، كان الخيار الذكي هو إغلاق البرنامج والخروج للمشي. السوق يعمل 24 ساعة، الفرص لن تختفي، لكن الحالة النفسية تتغير. طريقتي الآن هي: فتح ثلاث صفقات كحد أقصى يوميًا، وأخذ الأرباح عند الوصول للهدف، وإذا تجاوزت الخسائر 2% في اليوم، أوقف التداول وأغلق جميع الصفقات. أفضل أن أضيع عشر فرص على أن أخسر مرة واحدة في الحد الأدنى الذي يجب أن أتمسك به.

**إدارة رأس المال: من يراهن كل شيء ينتهي به المطاف قبل الفجر**

لا وجود لمفتاح الثراء السريع في سوق العملات الرقمية، فقط لعبة احتمالات. وما يمكنك فعله هو استخدام إدارة حجم مركز صحيحة لزيادة احتمالات الربح.

أنا أستخدم قاعدة "أربع رصاصات". لا تتجاوز الصفقة الأولى 10% من رأس مالك، وبعد تحقيق الربح، فكر في زيادة الحجم. على سبيل المثال: إذا كان رأس مالك 100,000، فحجم الصفقة الأولى هو 10,000. بعد تأكيد الاتجاه، أضيف 20,000. وعندما يتجاوز السعر نقطة مهمة، أضيف 30,000 أخرى. المهم: لا تزيد حجم مركزك قبل تحقيق الربح. ما فائدة ذلك؟ حتى لو أخطأت في التقدير، لن تخسر أكثر من 10%. وإذا كانت التقديرات صحيحة، فإن الزيادات ستضاعف العائد بشكل كبير.

أما بالنسبة للرافعة المالية، فهي من أكثر المناطق التي يخطئ فيها المبتدئون. حد أدنى هو: العملات الرئيسية (مثل ETH، SOL) بحد أقصى 5 أضعاف، والعملات البديلة لا تتعامل معها بالرافعة أو بحد أقصى 3 أضعاف. لماذا؟ لأن تقلبات السوق عالية، وأي خبر غير متوقع يمكن أن يصفّي حسابك خلال دقائق. رأيت الكثيرين ينامون ليلاً بسبب رافعة 10 أضعاف، وهذا أمر غير مريح على الإطلاق.

**كيف تتصرف بشكل عملي؟**

وقف الخسارة دائمًا هو الأولوية. عند فتح أي صفقة، أضع دائمًا مستوى وقف الخسارة، وهو وقف حقيقي — يعني أنني سأضغط على الزناد فعلاً. لا أؤمن بأعذار "انتظر، ربما يرتد السعر". هذا من منطق المقامرة.

كذلك، جني الأرباح مهم جدًا. أرباح صغيرة (3-5%) تكفي لإغلاق جزء من المركز، مما يضمن تأمين جزء من الأرباح وتقليل المخاطر. أما باقي المركز، فدع السوق يواصل، وإذا استمر في الارتفاع، ستستفيد، وإذا تراجع، لن تتكبد خسائر كبيرة.

هناك تفصيل بسيط يُغفل عنه غالبًا: اتجاه السوق. لا أتحرك بشكل متكرر في السوق المتقلب، لأن ذلك يعرضك للخسائر المستمرة. أنتظر حتى يوضح الشارت الاتجاه، ثم أبدأ التداول. هذه الطريقة تزيد من احتمالية النجاح بشكل كبير.

**وفي الختام**

أكثر شيء شائع في سوق العملات الرقمية هو أن يقول شخص: "بالأمس كنت أقول أن عملة معينة ستضاعف 100 مرة، واليوم خسرت كل شيء". مشكلتهم ليست عدم الرؤية، بل عدم الانضباط. الأشخاص الذين ينجحون في البقاء هم من يضحون ببعض الفرص الظاهرية، لأنهم يعلمون أن البقاء على قيد الحياة هو أكبر ميزة.

هذه الطريقة قد لا تكون مبتكرة، لكنها أساس الربح المستقر. من 3000 ريال إلى سبعة أرقام، الأمر لا يعتمد على ربح مفاجئ، بل على تجنب الأخطاء القاتلة في كل مرة.