تختفي صفحات التقويم الأخيرة لعام 2025 بسرعة، لكن اتجاه سوق العملات المشفرة لهذا العام فاجأ الكثيرين — لم يظهر جو الاحتفالات المليء بالمهرجانات كما في السنوات السابقة. العام الذي كان يُتوقع أن يكون موسم عيد الميلاد مليئًا بالحيوية، تم استبداله هذا العام بعملية إعادة هيكلة كاملة للأموال. في هذا التحول الكبير، خرج البعض بصمت، بينما بدأ آخرون في التخطيط بهدوء في الظل، ويتغير شكل اللاعبين في السوق بشكل دقيق.

يبدو أن "بابا نويل" الذي وعد بإهداء هدايا لسوق العملات الرقمية قد ضل طريقه. كانت الخطة في السنوات الماضية واضحة — من أواخر ديسمبر إلى أوائل يناير، بسبب موسم الاستهلاك الاحتفالي وتغير تدفقات التداول، كان سوق العملات المشفرة يشهد عادة موجة من النشاط الكبير. لكن هذا العام، كان السيناريو مختلفًا تمامًا.

عند النظر إلى البيانات، يتضح الأمر. هذا الشتاء بالفعل بارد جدًا. في الربع الأخير من عام 2025، شهد قطاع العملات المشفرة تراجعًا جماعيًا، مع عدم وجود أي مؤشرات على عائدات حقيقية ملحوظة. عملتا البيتكوين والإيثيريوم، وهما الرائدان في السوق، سجلتا انخفاضًا بأكثر من 22% في الربع، مما يجعل النتائج مخيبة للآمال. وإذا استمر البيتكوين في هذا وتيرة الانخفاض حتى نهاية ديسمبر، فسيكون أسوأ شهر أداء منذ ديسمبر 2018 — أي منذ سبع سنوات كاملة. ليس السعر فقط هو الذي انخفض، بل بعض المؤشرات الصحية على السلسلة أيضًا بدأت تتراجع: رسوم المعاملات الإجمالية، وعدد العناوين النشطة، وهي مؤشرات تعكس الحيوية الحقيقية للسوق، كلها تتقلص. هذا يدل على أن السوق لا يستهلك فقط الارتفاعات السابقة، بل يبدأ أيضًا في إبداء حذر أكبر بشأن اتجاهات العام القادم.

لماذا يحدث هذا؟ في الواقع، السبب هو جفاف السيولة، وقلق المستثمرين من المخاطر يتزايد. تحركات الأموال لا تبدو وكأنها نية لبدء موجة ارتفاع جديدة، بل على العكس، تبدو وكأنها تسارع لتقليل المخاطر وتقليص المراكز. يعتقد بعض المحللين أن الأسهم التقنية المرتفعة في بداية العام، خاصة تلك المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، جذبت كميات هائلة من التمويل، بالإضافة إلى أن سوق العملات المشفرة نفسه شهدت انفجارات في الرافعة المالية، وكل ذلك أدى إلى تبريد حدة السوق بشكل كبير.