عند الانخفاض، انتظر الارتداد ثم افتح صفقة بيع، وعند الارتفاع، انتظر التصحيح ثم افتح صفقة شراء——يبدو أنه أسلوب بسيط، لكنه في الواقع دروس مؤلمة دفع ثمنها الكثيرون بدمائهم وأموالهم.

لقد رأيت العديد من المبتدئين، فور دخولهم سوق العقود، يجن جنونهم، ويلاحقون الارتفاعات والهبوطات بلا توقف. عيونهم تركز فقط على تلك الشمعة الكبيرة التي قد تنطلق إلى السماء، أو الشمعة الكبيرة التي تنزل بشكل حاد، خوفًا من تفويت فرصة الثراء بين ليلة وضحاها. وأي تصحيح بسيط في السوق، يُنهى حسابهم ويُصفى. والأكثر إيلامًا أنهم يلومون الآخرين على "تركهم يفتقدون الفرصة". في الواقع، الخطر الحقيقي ليس في تفويت السوق، بل في الدخول بسرعة عندما يكون من المفترض أن تنتظر.

**لماذا يجهل الكثيرون المخاطر ويرون فقط الأرباح؟**

يدخل المبتدئون ويخيل لهم أنهم سيغيرون حياتهم بين ليلة وضحاها. عندما يبدأ السعر في الارتفاع، لا يفكرون في كيفية إدارة المخاطر، بل يشعرون بالقلق من أن يفوتهم الركب، ويشعرون بالضغط "إذا لم أدخل الآن، فستنتهي الفرصة". بدون خطة، بدون عقلية، يدخلون بقوة. والنتيجة؟ مع تقلبات السوق، يتحولون إلى فحم في النار.

الجشع والخوف يتضخم في التداول بشكل لا نهائي. عندما يربح الآخرون، يخافون من أن يفوتهم الربح، وعندما يصحح السوق، يخافون من الخسارة. هذان الشعوران يهاجمان العقل، ويجعلان التفكير المنطقي يختفي تمامًا. أرى أن المبتدئ الأكثر جنونًا، لا يعرف حتى كيف يحدد وقف الخسارة، ويبدأ في اللعب بحجم كبير، وهذا تمامًا كأنه يلعب بالنار.

**المحترفون في العقود يفكرون بشكل مختلف تمامًا**

الذين يلعبون بمهارة يفهمون حقيقة واحدة: الفرص في السوق لا تنفد، وإنما النادر هو الصبر والمال الذي ينتظر.

في استراتيجيات تتبع الاتجاه، الشعور بالموقع مهم جدًا. ليس كل ارتفاع يستحق المتابعة، وليس كل انخفاض يجب أن يُباع على الفور. المحترفون يركزون على نماذج الشموع، مستويات الدعم والمقاومة، وحجم السيولة — ينتظرون اللحظة \_الحقيقية\_ التي يجب أن يتحركوا فيها، وليس مجرد رد فعل عند تقلبات السوق.

المنطق الحقيقي للربح هو: عندما يكون الآخرون مشغولين بالتردد "هل أدخل أم لا"، أنت تكون قد رأيت الصورة بوضوح، وضعت الموقع بشكل صحيح، ووجدت مساحة كافية، عندها فقط تتخذ القرار. أما باقي الوقت؟ فهو انتظار، لا تفعل شيئًا، وتحافظ على رأس مالك. لأن الفرصة القادمة دائمًا ستأتي.