على مدى الثلاثين عامًا الماضية، غير الإنترنت طريقة تدفق المعلومات، لكنه لم يحل مشكلة جوهرية أبدًا — عدم وجود أساس ثقة محايد وذاتي الأصل يُعتمد عليه في تأكيد القيمة، وتحديد الملكية، وتنفيذ مسؤولية المعاملات. بعد انتقال المؤسسات المالية التقليدية إلى الإنترنت، لا زالت أنظمة السجلات مقسمة، وتكاليف التسوية مرتفعة، والاعتماد العميق على الوسطاء يعيق التقدم.

غيرت إيثريوم هذا الوضع. فهي تكتب المنطق المالي في الشفرة، وتفرضه بواسطة المدققين العالميين، وتتطور تدريجيًا إلى نظام تشغيل مالي عام.

**تحول النموذج: من رأس مال كثيف → إلى مدفوع بالشفرة**

كيف تعمل المؤسسات المالية التقليدية؟ ببناء فرق الامتثال، وأقسام التسوية، والمراقبة، ومراكز حل النزاعات. كل مؤسسة تقوم بنفس الشيء — بناء جدران حماية، وإنشاء قواعد بيانات. استثمارات متكررة، وأرقام فلكية.

إيثريوم مختلفة. المطورون لا يحتاجون لبناء شبكة تسوية أو نظام تسوية خاص بهم، فبإمكان عقد ذكي واحد إصدار أصول ذات خصائص اقتصادية مؤكدة. هذا يمثل نقطة تحول. أصبح عتبة الوصول للخدمات المالية من "تحتاج إلى رأس مال كبير لبناء الثقة والبنية التحتية" إلى "يكفي كتابة الشفرة بشكل جيد". يمكن للمشاريع الجديدة، بتكلفة منخفضة جدًا، الاندماج مباشرة مع السيولة والأمان العالميين لإيثريوم، وتركيز كل الجهود على تجربة المنتج، بدلاً من التلاعب بالنظام الأساسي.

**تخفيف الثلاثة احتكاكات الكبرى**

يقسم الاقتصاديون تكاليف المعاملات إلى ثلاثة أنواع: احتكاكات التنسيق، واحتكاكات النقل، واحتكاكات الثقة.

بالنسبة للتنسيق، الطريقة التقليدية هي الوساطة، والتفاوض المعقد؛ بينما عبر إيثريوم، من خلال بروتوكولات السوق المفتوحة وآليات اللامركزية، يتم التوصيل المباشر بين الطرفين. أصبح النقل فوريًا وشفافًا، وتأتي الثقة من الشفرة وليس من تقييم المؤسسات — وهذا هو التغيير الحقيقي في قواعد اللعبة.