شهد سعر صرف الين مؤخرًا تقلبات دراماتيكية، حيث تراجع الدولار مقابل الين من أعلى مستوى عند 156، ويعتقد محللو السوق عمومًا أن هناك لعبة أكثر تعقيدًا خلف ذلك.
إعادة بناء توقعات السياسات وتغير نمط الفارق في الفوائد
انتشرت شائعات رفع سعر الفائدة من البنك المركزي الياباني في ديسمبر بشكل واسع، ويتوقع السوق أن احتمالية رفع البنك المركزي الياباني لأسعار الفائدة في ديسمبر ويناير تقترب من 50%. هذا التحول ناتج مباشرة عن تراكب إشارتين سياسيتين رئيسيتين: من جهة، الحكومة اليابانية تتخذ موقفًا صارمًا، حيث أكد رئيس الوزراء شينزو آبي على مراقبة سوق الصرف الأجنبي بصرامة والاستعداد للتدخل في أي وقت؛ ومن جهة أخرى، تزايدت توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى تقارب الفارق في الفوائد بين اليابان والولايات المتحدة.
قالت كارول كونغ، محللة بنك الاحتياطي الأسترالي، إن البنك المركزي الياباني الحذر قد يختار الانتظار حتى يمرر البرلمان مشروع الميزانية قبل اتخاذ أي إجراء، حيث أن ذلك يمنحه فرصة لمراقبة مفاوضات الأجور وتجنب اتخاذ قرارات متسرعة.
قوة رفع الفائدة تحدد اتجاه الين
من الظاهر أن تراجع الدولار مقابل الين يبدو وكأنه إشارة إلى انعكاس قريب للاتجاه، لكن يو بي إس استراتيجي العملات فاسيلي سيريبرياكوف ألقى بردود فعل سلبية على ذلك: رفع سعر الفائدة مرة واحدة لا يكفي لتغيير الاتجاه الهابط الكبير للين. وأكد أنه، ما لم يتخذ البنك المركزي الياباني موقفًا حادًا في رفع الفائدة ويعد بمواصلة ذلك حتى عام 2026 للسيطرة على التضخم، فإن فارق الفوائد بين اليابان والولايات المتحدة سيظل مرتفعًا، وستظل عمليات التحوط من الفروق في الفوائد دافعًا دائمًا لتراجع الين.
وأظهرت البيانات الرئيسية أن فارق الفوائد بين اليابان والولايات المتحدة يتقلص، لكنه لا يزال كبيرًا من حيث القيمة المطلقة. هذا يعني أنه حتى لو قام البنك المركزي الياباني باتخاذ إجراءات، فإن تراجع الدولار مقابل الين بشكل كبير لا يزال يتطلب إشارات سياسية أقوى.
توقعات التدخل مقابل الأفعال الفعلية، اللعبة مستمرة
من المثير للاهتمام أن مخاوف السوق من تدخل الحكومة اليابانية قد تضعف الحاجة الفعلية للتدخل. اقترحت جان فولي، مديرة استراتيجية العملات في بنك التعاون الهولندي، أن هذا التناقض: إذا كانت مخاوف السوق من التدخل كافية لوقف ارتفاع الدولار مقابل الين، فلن يكون هناك حاجة فعلية لاتخاذ إجراءات من قبل السلطات. هذا يعني أن التهديد بالتدخل الحكومي قد يكون أكثر فاعلية من التدخل الحقيقي.
من الناحية التقنية، بعد أن انخفض الدولار مقابل الين من أعلى مستوى عند 156، ستصبح مستويات الدعم والمقاومة قصيرة الأمد حاسمة في تحديد الاتجاه القادم. لا تزال التقلبات منخفضة، مما يشير إلى أن السوق يراقب سعر الصرف للين، لكن الحالة العامة للمخاطر لم تشهد تقلبات حادة.
أكبر مخاطر تكمن في عدم توافق التوقعات
سيعلن البنك المركزي الياباني عن قرار سعر الفائدة في 19 ديسمبر، بينما ستعلن الاحتياطي الفيدرالي عن قراره قبل أسبوع من ذلك. وأشار المحللون إلى أن قرار البنك الياباني سيكون معتمدًا بشكل كبير على تحركات الاحتياطي الفيدرالي. هذا النمط من “المتابعة” يعني أن فترة السياسة في ديسمبر مليئة بمخاطر انعكاسات التوقعات.
يجب على المستثمرين أن يكونوا حذرين من أن التوقعات الحالية لرفع الفائدة من البنك المركزي الياباني وخفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي قد تكون مبالغًا فيها. أي قرار غير متوقع من أي طرف قد يؤدي إلى تقلبات سريعة في سعر الدولار مقابل الين، واستمرار عمليات التحوط من الفروق في الفوائد يمثل مخاطر خفية، وتقارب الفوائد لا يعني زوال دوافع التراجع.
شاهد النسخة الأصلية
قد تحتوي هذه الصفحة على محتوى من جهات خارجية، يتم تقديمه لأغراض إعلامية فقط (وليس كإقرارات/ضمانات)، ولا ينبغي اعتباره موافقة على آرائه من قبل Gate، ولا بمثابة نصيحة مالية أو مهنية. انظر إلى إخلاء المسؤولية للحصول على التفاصيل.
هل الانتعاش في قيمة الين الياباني مؤقت أم أنه استمرارية؟ الدولار الأمريكي يواجه مفترق طرق مقابل الين الياباني
شهد سعر صرف الين مؤخرًا تقلبات دراماتيكية، حيث تراجع الدولار مقابل الين من أعلى مستوى عند 156، ويعتقد محللو السوق عمومًا أن هناك لعبة أكثر تعقيدًا خلف ذلك.
إعادة بناء توقعات السياسات وتغير نمط الفارق في الفوائد
انتشرت شائعات رفع سعر الفائدة من البنك المركزي الياباني في ديسمبر بشكل واسع، ويتوقع السوق أن احتمالية رفع البنك المركزي الياباني لأسعار الفائدة في ديسمبر ويناير تقترب من 50%. هذا التحول ناتج مباشرة عن تراكب إشارتين سياسيتين رئيسيتين: من جهة، الحكومة اليابانية تتخذ موقفًا صارمًا، حيث أكد رئيس الوزراء شينزو آبي على مراقبة سوق الصرف الأجنبي بصرامة والاستعداد للتدخل في أي وقت؛ ومن جهة أخرى، تزايدت توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، مما أدى إلى تقارب الفارق في الفوائد بين اليابان والولايات المتحدة.
قالت كارول كونغ، محللة بنك الاحتياطي الأسترالي، إن البنك المركزي الياباني الحذر قد يختار الانتظار حتى يمرر البرلمان مشروع الميزانية قبل اتخاذ أي إجراء، حيث أن ذلك يمنحه فرصة لمراقبة مفاوضات الأجور وتجنب اتخاذ قرارات متسرعة.
قوة رفع الفائدة تحدد اتجاه الين
من الظاهر أن تراجع الدولار مقابل الين يبدو وكأنه إشارة إلى انعكاس قريب للاتجاه، لكن يو بي إس استراتيجي العملات فاسيلي سيريبرياكوف ألقى بردود فعل سلبية على ذلك: رفع سعر الفائدة مرة واحدة لا يكفي لتغيير الاتجاه الهابط الكبير للين. وأكد أنه، ما لم يتخذ البنك المركزي الياباني موقفًا حادًا في رفع الفائدة ويعد بمواصلة ذلك حتى عام 2026 للسيطرة على التضخم، فإن فارق الفوائد بين اليابان والولايات المتحدة سيظل مرتفعًا، وستظل عمليات التحوط من الفروق في الفوائد دافعًا دائمًا لتراجع الين.
وأظهرت البيانات الرئيسية أن فارق الفوائد بين اليابان والولايات المتحدة يتقلص، لكنه لا يزال كبيرًا من حيث القيمة المطلقة. هذا يعني أنه حتى لو قام البنك المركزي الياباني باتخاذ إجراءات، فإن تراجع الدولار مقابل الين بشكل كبير لا يزال يتطلب إشارات سياسية أقوى.
توقعات التدخل مقابل الأفعال الفعلية، اللعبة مستمرة
من المثير للاهتمام أن مخاوف السوق من تدخل الحكومة اليابانية قد تضعف الحاجة الفعلية للتدخل. اقترحت جان فولي، مديرة استراتيجية العملات في بنك التعاون الهولندي، أن هذا التناقض: إذا كانت مخاوف السوق من التدخل كافية لوقف ارتفاع الدولار مقابل الين، فلن يكون هناك حاجة فعلية لاتخاذ إجراءات من قبل السلطات. هذا يعني أن التهديد بالتدخل الحكومي قد يكون أكثر فاعلية من التدخل الحقيقي.
من الناحية التقنية، بعد أن انخفض الدولار مقابل الين من أعلى مستوى عند 156، ستصبح مستويات الدعم والمقاومة قصيرة الأمد حاسمة في تحديد الاتجاه القادم. لا تزال التقلبات منخفضة، مما يشير إلى أن السوق يراقب سعر الصرف للين، لكن الحالة العامة للمخاطر لم تشهد تقلبات حادة.
أكبر مخاطر تكمن في عدم توافق التوقعات
سيعلن البنك المركزي الياباني عن قرار سعر الفائدة في 19 ديسمبر، بينما ستعلن الاحتياطي الفيدرالي عن قراره قبل أسبوع من ذلك. وأشار المحللون إلى أن قرار البنك الياباني سيكون معتمدًا بشكل كبير على تحركات الاحتياطي الفيدرالي. هذا النمط من “المتابعة” يعني أن فترة السياسة في ديسمبر مليئة بمخاطر انعكاسات التوقعات.
يجب على المستثمرين أن يكونوا حذرين من أن التوقعات الحالية لرفع الفائدة من البنك المركزي الياباني وخفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي قد تكون مبالغًا فيها. أي قرار غير متوقع من أي طرف قد يؤدي إلى تقلبات سريعة في سعر الدولار مقابل الين، واستمرار عمليات التحوط من الفروق في الفوائد يمثل مخاطر خفية، وتقارب الفوائد لا يعني زوال دوافع التراجع.